الاثنين، 11 يناير 2010

أكبر لغز في تاريخ الدولة الاموية .


الخليفة الراشد العادل عمر بن عبد العزيز الذي ضرب بعدله وحكمه الامثال - طبيعة العصر الذي ظهر وحقيقه ما يقال عن ذلك العصر ومدى الشرور والمظالم التي يرددها المغرضون

بسم الله الرحمن الرحيم

عمر بن عبد العزيز رحمه الله
شاهد على صلاح العصر


-1-
ان المتأمل لكثير مما يكتب وينشر عن تاريخ القرن الهجري الاول يظن أن هؤلاء الكتاب والمؤرخين يكتبون لكوكبين مختلفين أو عصرين متنافرين لا يمت أي منهما صلة للاخر

- فهذا القرن هو خير القرون نصا كما نقل في الصحيح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وعقلا لقربه من عهد الرسول وأصحابه وأخذه الدين طريا غضا كما أنزل
- وهو عهد الصحابة وعهد تابعيهم
- وهو عهد العلماء والصلحاء والاتقياء
- وهو عهد الفتوحات ونشر الاسلام في ارجاء الدنيا المعروفة انذاك من المحيط الهندي الى الصين الى اواسط اسيا الى البحر المتوسط الى المحيط الاطلسي

وفي الجهة المقابلة
-هو عهد قتل الحسين
- هو عهد بني أمية ويكفي عند البعض أن يحمل هذا الاسم ليكون وصمة عار صنعتها أفكار
- وعهد الحجاج بن يوسف
- وزد على ذلك القصص والاباطيل التي اخترعت فيما بعد أو صح جزء منها ثم أضيف عليه لرسم الصورة السوداوية التي يتداولها الكثيرون لغرض في نفوسهم : مثل دعوى قذف الكعبة بالمنجنيق وقصة استباحة المدينة ودعوى شتم الامام علي على منابر الامة طوال 60 عاما
وغيرها من الاكاذيب
ليخرجوا علينا بهذه الصورة القاتمة السوداوية عن هذه الفترة العزيزة والمهمة من تاريخنا

لكن على الرغم
نفاجأ من بين تلك السوداوية والقتامة والظلم يخرج لنا الرجل الاسطورة عمر بن عبد العزيز
واذا به بقدرة قادر
وبعصا سحرية
وبقدرات خيالية وأسطورية
يغير هذا العالم ويقلب طبيعة هذه المجتمعات ويصلح فساد الحكومات
فيزيل كل هذه المظالم والمفاسد
وينشر العدل والصلاح والخير والاستقامة
كل ذلك في غضون سنتين ونصف سنتين ونصف

فكيف حصل كل ذلك ؟
وهل يصدق فعلا

اننا أمام خيارات ثلاثة لا رابع لها :
1- إما ان عمر بن عبدالعزيز حكم في عصر أو زمان أو كوكب غير ذلك الذي عاش فيه بنو أمية
2- واما أن ما نسب الى عمر بن عبدالعزيز من اصلاح وعدل مبالغات وخيالات لا تصح
3- أو أن ما نسب الى العصر السابق لعمر من ظلم وفساد هو مزيد فيه ومبالغ فيه ان لم يكن معظمه كذب وافتراء لهوى في نفوس كثيرة ناقمة على هذه الفترة




----------
ان المتأمل لسيرة عمر رضي الله عنه وعدله والاصلاحات التي أنجزها في فترة حكمه البسيطة التي لا تتجاوز ثلاثين شهرا وفي دولة عظمى هائلة المساحة كالدولة الاموية تمتد من اطراف الصين الى أطراف فرنسا والمحيط الاطلسي ، ليقطع أن هذا ما كان ليحدث لولا أن عمر وجد الامة الواعية التي تعينة والشعب الصالح الذي يحتاجه كل داعية اصلاح


باختصار :
إن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله شاهد على صلاح العصر وصلاح الامة ومدى وعيها وتدينها انذاك ومدى استقامتها ، وأن الكثير من النكسات التي حصلت انذاك لم تكن لتحدث لولا وجود خلل في القيادة
وأما رمي ذلك الزمن ووصمه بكامله
فلا

لقد آن الاوان ايها الاخوة لنقف في وجوه من يعتدون على تاريخنا ومن ينتهكون قدسيته
ان تاريخنا هو تاريخ ديننا رفعته من رفعته
وانحطاطه من انحطاطه

ان وجود الاخطاء والنكسات في تاريخنا حقيقة لا يمكن انكارها
لكن وصم تاريخنا كله أو فترة منه - خصوصا القرون الاولى بالسوداوية والفساد أمر يجب أن نقف منه بشدة وبكل رفض
ويجب أن نتبه الى محاولات أعداء تاريخنا من مستشرقين أوروافض التي لم تتوقف يوما لتشويه تاريخنا ووصمة بشتى الاوصاف أو محاولة الحط من فترة مهمة وحاسمة فيه مثل القرن الاول

ليست هناك تعليقات: